بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ملخص للبحث المقدم باللغة الألمانية من د. طه إبراهيم أحمد بدري المدرس بقسم اللغة الألمانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وموضوعه: "صورة الرسول (ص) في قصيدة «أنشودة محمد» للشاعر الألماني جوته

Zum Bild des Propheten Mohammed in Goethes Gedicht Mahomets Gesang

Goethes Einstellung zum Propheten Mohammed und zum Islam aus der Sicht eines arabischen Germanisten

 

 

تناولت في هذا المقال تأثير الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي على الشاعر والأديب الألماني المعروف جوته، وذلك من خلال عرض وشرح وتحليل قصيدته عن الرسول الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، وهي قصيدة "أنشودة محمد" Mahomets Gesang والتي كتبها في عام 1773، وكان وقتها في الرابعة والعشرين من عمره، حيث عكف في الفترة التي سبقتها على دراسة القرآن الكريم والحضارة الإسلامية، تأثر خلالها تأثرا كبيرا بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

تناولت في مقالي هذا، والذي أعتبره بحق أهم ما كتبتُ من أبحاث، الدوافع التي جعلت شاعرا وأديبا غربيا مثل جوته يهتم بالإسلام وبرسول الإسلام صلى الله تعالى عليه وسلم. بعد هذه التوطئة تناولت القصيدة ذاتها بالتفصيل عرضا وشرحا وتحليلا، حيث تكلمت عن نشأة هذه القصيدة والظروف التي واكبت تلك النشأة، وعن الموضوع الذي تناولته القصيدة، معرجا بعدها إلى النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث.

 

من أسباب اهتمام جوته بالإسلام نذكر ما يلي: حث وتشجيع الشاعر والأديب الألماني الكبير يوهان جوتفريد هردر (1744 – 1803) له على هذا الأمر، ومحاولة الرد على الشبهات التي أثارها الأديب الفرنسي مولير حول الدين الإسلامي والرسول الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، وقبل كل هذه الأسباب رغبته الشخصية في الاهتمام بالثقافات والحضارات الأخرى. وبعد أن قرأ عن الإسلام، وجد أن أمورا كثيرة فيه تتفق مع ما يؤمن به من أفكار ومعتقدات.

 

تتكون قصيدة "أنشودة محمد" من عشر مقطوعات، تختلف في عدد أبيات كل منها. وتدور كل القصيدة كما يتضح من عنوانها حول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: مولده، وطفولته، وشبابه، وبعثته، ووفاته صلى الله تعالى عليه وسلم. يشبه جوته في قصيدته هذه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالنهر الفياض الذي كلما جرى وتدفق جعل المدائن والحضارات تنشأ على جانبيه، هذا النهر ينبع في الجزيرة العربية ويأخذ في التدفق والامتداد حتى يصل إلى المحيط، مصطحبا معه نهيرات أخرى، كانت قد دعته للصحبة. وهنا يرمز جوته إلى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته التي جاءت إلى كل الدنيا، كما يرمز إلى الامتداد الكبير والتوسع السريع للدولة والحضارة الإسلامية. أما الأنهار أو النهيرات الأخرى التي اصطحبها هذا النهر في طريقه فهي ترمز إلى الأنبياء والرسل أجمعين، الذين صدقوا مسبقا برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

هذا وقد أوردت في ختام البحث أقوالا هامة لجوته نفسه يتحدث فيها بكل تقدير وإجلال عن القرآن الكريم، وعن الإسلام بصفة عامة، وعن الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وسلم بصفة خاصة.