بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ملخص للبحث المقدم باللغة الألمانية من د. طه إبراهيم أحمد بدري المدرس بقسم اللغة الألمانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وموضوعه: "الحب والطبيعة في أشعار جوته «مرحبا ووداعا» و «أغنية مايو»

Liebe und Natur in Goethes Gedichten Willkommen und Abschied und Mailied

 

 

ذكرت في مقدمة هذا البحث بصورة موجزة تأثير الطبيعة وجمالها على الناس، خاصة في ألمانيا المليئة بالبحيرات والأنهار والجبال والغابات، وبصورة أكثر خصوصية في منطقة الغابة السوداء التي كان يرتادها الشاعر الألماني الكبير جوته إبان فترة شبابه لزيارة محبوبته فريدريكه بريون. وتعتبر هذه المقدمة بمثابة همزة الوصل التي تقودنا إلى العصر الأدبي الذي عاش فيه جوته في فترة الشباب، وهو عصر "العاصفة والاندفاع"  Sturm und Drangوهو العصر الذي سادت فيه المشاعر والأحاسيس والعواطف الإنسانية.

 

عرضت في هذا المقال بعد ذلك للأديب والشاعر الألماني الكبير يوهان فولفجانج جوته في مرحلة شبابه، تلك المرحلة التي أبدع فيها وهو لم يزل في العقد الثالث من عمره أشعارا وأغاني عرفت في تاريخ الأدب الألماني باسم "أشعار زيزنهايم" Sesenheimer Gedichte نسبة إلى المكان الذي كانت محبوبته تعيش فيه. وهذا النوع من الشعر يندرج تحت ما يسمى بالشعر المُعاش، بمعنى أن الشاعر قد عاش بنفسه التجربة أو التجارب التي يكتب عنها في قصيدته أو قصائده، وقد برز هذا النوع بصورة جلية في قصيدتي "مرحبا ووداعا" و "أغنية مايو" وهما موضوع المقال الذي بين أيدينا.

 

تناولت أولا بالعرض والشرح والتحليل قصيدة "مرحبا ووداعا" والتي كتبها جوته في الثانية والعشرين من عمره، وبالتحديد في عام 1771. تصور هذه القصيدة علاقة الحب الوطيدة بين الشاب جوته ومحبوبته فريدريكه بريون، حيث يربط الشاعر هنا بين ولعه بجمال الطبيعة في زيزنهايم وحبه الكبير لفريدريكه، وأن علاقة الحب هذه تشبه في نقائها نقاء الطبيعة. كما يرى جوته في هذه القصيدة أن جمال محبوبته وصفاء سريرتها هو مسحة إلهية ممتدة من جمال وصفاء تلك الطبيعة.

 

بعد ذلك تناولت أيضا بالعرض والشرح والتحليل قصيدة "أغنية مايو" والتي يصور فيها جوته أيضا حبه الكبير لفريدريكه بريون. يبدأ جوته قصيدته هذه بوصف الطبيعة في شهر مايو الربيعي، حيث تتفتح الزهور وتسطع الشمس وتخضر الأشجار والحقول، مما يعمل على راحة البال والهدوء النفسي لدى الإنسان، كما حدث للشاعر نفسه. ويعرج الشاعر بعد ذلك إلى الحديث عن علاقة الحب المتبادل بينه وبين محبوبته. وكما فعل في القصيدة الأولى ربط الشاعر هنا أيضا بين حبه للطبيعة وحبه النقي لفريدريكه. هاتان القصيدتان تبرزان إذن كل ما هو طبيعي وكل ما هو بسيط وكل ما هو مفعم بالأحاسيس والقدرة على التعبير النابع من أعماق القلب. وقد ساعد جوته في هذا كله جمال الطبيعة الأخاذ في منطقة جنوب نهر الراين، وبالتحديد في منطقة الغابة السوداء، إضافة إلى الوقت الذي ارتبطت به القصيدة، وهو شهر مايو، شهر الربيع الخلاب.

 

وخلصت إلى أن قصيدتي "مرحبا ووداعا" و "أغنية مايو" هما صورة صادقة لعلاقة الشاعر الوثيقة بالطبيعة وأثرها الواضح على أشعاره، وعلاقة كل هذا بالفترة الأدبية التي عاش فيها.