بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ملخص للبحث المقدم باللغة الألمانية من د. طه إبراهيم أحمد بدري المدرس بقسم اللغة الألمانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وموضوعه: "حول علاقة الأم بالابن في رواية الأديب الألماني إريش كستنر «إميل الصغير والمخبرون» - رواية للأطفال"

Zur Mutter-Kind-Beziehung in Erich Kästners Roman Emil und die Detektive

 

 

عرضت في هذا المقال للأديب الألماني إريش كستنر بوجه عام، وبالشهرة التي عرف بها أنه كاتب قصص للأطفال، ضمنها العديد من القيم الخلقية والتربوية. عرضت لهذه القيم بالتفصيل في روايته "إميل الصغير والمخبرون" والتي نشرت في عام 1928، حينما كانت ألمانيا تعيش مرحلة انتقال في عهد ما يسمى بجمهورية فايمار، وهي الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى تولى النازيون السلطة بقيادة أدولف هتلر عام 1933. عرضت هنا في إيجاز لتاريخ حياة الأديب إريش كستنر ولأهم أعماله الأدبية. وبعد هذه التوطئة عرضت إلى جوهر البحث، حيث رأيت أن هناك  أهمية خاصة لتعريف القارئ العربي الدارس للألمانية بأهمية هذا العمل الأدبي الرفيع، وذكرت في هذا الصدد أن هناك ترجمة عربية صدرت لهذا العمل، قام بها السيد الأستاذ عبد التواب يوسف، وتم نشرها كإحدى روائع الأدب العالمي للأطفال ضمن مختارات مهرجان القراءة للجميع - القاهرة عام 2000 .

 

قمت بعد ذلك بعرض موضوعي للعلاقة التي ينبغي من وجهة نظر الأديب إريش كستنر أن تسود بين الأم والابن، حيث أوضحت أن قصة هذه الرواية تدور في مجملها حول أم مات عنها زوجها تاركا لها ابنا في سن الطفولة، لذا فهي تبذل كل ما في وسعها من أجل توفير الرعاية التامة لابنها هذا وتربيته تربية سليمة ملؤها الحب والحنان من خلال علاقة وطيدة ربطت هذه الأم بابنها البار.

 

هذا وقد قمت بسرد مواقف من الرواية توضح بصورة جلية تلك العلاقة الوطيدة بين الطفل إميل وأمه، وتوضح أيضا حرص الأم الشديد على ابنها والعناية به، فهي تقدم له دوما النصائح والإرشادات، التي من شأنها أن تجعل منه طفلا ناجحا في مدرسته وفي علاقاته بالآخرين، خاصة أهله وذويه. وتحرص الأم في نفس الوقت أن يتعلم ابنها الاعتماد على نفسه وألا يكون عبئا على الآخرين. وأوضحت من خلال البحث كيف أن الطفل إميل ترجم نصائح أمه له ترجمة عملية من خلال مواقف عاشها أثناء رحلة له بالقطار من مدينته الصغيرة إلى مدينة برلين. 

 

وخلصت في نهاية الأمر إلى أن هذه الرواية هي في الواقع قصة حقيقية جسد فيها الأديب طفولته وعلاقته الحميمة بأمه، مما يوضح الترابط بين حياة الأديب الخاصة وأعماله، ومثل هذا الترابط من شأنه أن يجعل العمل الأدبي يتسم بالمصداقية. ومن خلال قراءتي لأعمال أخرى لإريش كستنر اتضح لي بصورة جلية إلى أن تلك الأعمال تصور في الواقع أيضا مواقف من حياة هذا الأديب الخاصة.

 

 كما خلصت إلى أن القيم الاجتماعية النبيلة التي تناولها الأديب في روايته هذه – وفي مقدمتها حب الأم لأبنائها ورعايتها لهم وبر الأبناء لأمهم – كان لها العامل الأكبر في نجاح هذه الرواية وانتشارها، ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضا على المستوى العالمي. يدلل على ذلك أن هذه الرواية قد نال بها إريش كستنر في عام 1960 جائزة أندرسون العالمية لكتب الأطفال، وأنها ترجمت إلى حوالي أربع وعشرين لغة عالمية، منها اللغة العربية.