بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ملخص للبحث المقدم باللغة الألمانية من د. طه إبراهيم أحمد بدري المدرس بقسم اللغة الألمانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وموضوعه: "الآخر هو أنا أيضا. بحث لتشجيع الحوار الحضاري والديني"

Der Andere ist auch ein Ich. Beitrag zur Förderung des kulturellen und religiösen Dialogs

 

يعالج هذا البحث موضوعا هاما، هو التواصل بين الحضارات والأديان، والذي كثر الحديث عنه خاصة في الآونة الأخيرة. فعلى دارسي اللغات الأجنبية في المقام الأول الاهتمام بمثل هذه الموضوعات؛ حيث إن اللغة هي الأداة الفعالة للتقريب بين الحضارات والشعوب المختلفة.

 

يتناول البحث بالشرح والتحليل ثلاث نقاط هامة هي:

 

مفهوم العقيدة من منظور إسلامي: فالعقيدة هي الركيزة التي ينبني عليها كل دين من الأديان. ولبيان هذه النقطة قمت بعرض لبعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تبين مفهوم وأهمية العقيدة. وقمت أيضا بعرض لمفهوم العقيدة من منظور مسيحي، موضحا أوجه التشابه – مع الأخذ في الاعتبار بوجود بعض أوجه الاختلاف – بين المسيحية والإسلام في هذا الصدد. كما أوضحت أن أوجه التشابه هذه من شأنها أن تقرب بين أهل هذه الأديان، من خلال إقامة حوار بناء يقوم على الاحترام المتبادل، بغية الوصول إلى تحقيق السلام للبشرية جمعاء، انطلاقا من قول الله عز وجل في القرآن الكريم: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

 

الإسلام والحضارة: تناولت في هذه النقطة مفهوم الإسلام للحضارة، ونظرة الإسلام للإنسان بصفة عامة، وأن الله تعالى خلق الناس جميعا لعمارة الأرض. لكن الحضارة التي لا تقوم على أساس من العقيدة السليمة يكون مصيرها إلى زوال. أوضحت في هذه النقطة أيضا كيف أن الحضارة الإسلامية قد انتشرت بصورة سريعة في بلاد كثيرة من العالم، وأنها استطاعت أن تتعايش مع حضارات هذه البلاد، مما عمل على ازدهار هذه البلاد علميا وحضاريا، وأوضحت في هذا الصدد دور الحضارة الإسلامية في نهضة أوربا وبلاد شرق آسيا على وجه الخصوص.

 

الإسلام دين السماحة: ينبني فهم هذه النقطة على فهم وإدراك النقطتين السابقتين. فالإسلام من خلال عقيدته الواضحة وقيمه وحضارته وحثه على احترام أتباع الأديان الأخرى، خاصة أهل الكتاب، يمثل نموذجا رائعا ينبغي الاقتداء به. ولبيان هذه النقطة بصورة أكثر وضوحا قمت هنا بعرض مواقف عملية من حياة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ومن حياة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تبارك وتعالى عنه.

 

خلصت في هذا البحث إلى أن هناك أوجه تشابه وتقارب بين الحضارات، خاصة الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الأوربية، والتي قامت في جزء كبير منها على الحضارة الإسلامية، فلا أحد ينكر دور العرب والمسلمين في نهضة أوربا. نذكر من أوجه التشابه هذه: مسئولية الإنسان بعمارة الأرض، وتحقيق العدالة والسلام لشعوب الأرض كافة، والاهتمام بالشباب والنهوض بهم، لأنهم هم رجال الغد، المنوط بهم مواصلة حمل هذه المسئولية، والاهتمام بقضايا التعليم وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تنشر الوعي بين الناس، فبدون الوعي لا يمكن لأي حوار أن يكتب له النجاح.